التضخم: شركات بريطانية تعترض على تحذير محافظ بنك إنجلترا من رفع الأسعار
- جيما ديمبسي
- بي بي سي نيوز
انتقد قادة أعمال في بريطانيا محافظ بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني)، أندرو بيلي، بعد تصريحه بضرورة أن تفكر الشركات جيدا قبل قرار رفع الأسعار لمواجهة التضخم.
وقال بيلي إن زيادة الأسعار قد تؤدي إلى رفع تكلفة المعيشة أكثر، كما تضر الفئة الأشد فقرا.
بيد أن تيم مارتن، رئيس سلسلة حانات “دي جيه ويذرسبون” قال إن مديري البنوك “يراقبون بشدة” أصحاب الشركات.
وقال اتحاد مؤسسات الضيافة في المملكة المتحدة “يو كيه هوسبيتاليتي” إن بيلي تجاهل “الوضع القاسي” الذي يواجه كثيرين.
وقال محافظ البنك لبرنامج “توداي” لبي بي سي: “إذا حاولت الأسعار أن تتغلب على التضخم، فسوف يزداد التضخم”.
وفي حديث بعد يوم من رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عاما، قال بيلي إن زيادة التضخم “تضر الناس”، وحذر من أن أسعار الفائدة سترتفع مرة أخرى إذا استمرت الأسعار في الارتفاع.
وأضاف: “أود أن أقول للأشخاص الذين يحددون الأسعار، برجاء تفهم حقيقة أنه إذا نظرنا إلى التضخم، فسوف يتعين أن ترتفع أسعار الفائدة أكثر، ولن يفيد التضخم المرتفع أحدا”.
“تجربة مقلقة”
بيد أن مارتن قال إنه في الوقت الذي ترغب فيه شركات “في اتباع نصيحة (محافظ بنك إنجلترا)، لن يتمكن كثير منها من عمل ذلك”، وحذر من احتمال حدوث ارتفاع في الأسعار في سلسلة الحانات.
وقال: “إذا ارتفعت التكاليف النقدية للطاقة والعمالة والإمدادات ولم ترتفع الأسعار، فإن مديري البنوك في شتى أرجاء البلاد سوف يراقبون بشدة الشركات، وهي تجربة مقلقة”.
وأضاف مارتن أنه يتطلع إلى اللحظة التي تتراجع فيها ضغوط التضخم “الشرسة” التي تواجه القطاع ككل.
وكانت السلسلة، التي تقدم أطعمة ومشروبات منخفضة التكلفة وتمتلك شبكة من 843 حانة في شتى أرجاء المملكة المتحدة وأيرلندا، قد أعلنت تسجيل زيادة بنسبة 5 في المئة في المبيعات خلال الأشهر الستة المنتهية في 29 يناير/كانون الثاني مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
صدر الصورة، Getty Images
وتعكس أرقام الشركة بيانات سبق وأعلنها اتحاد التجزئة البريطاني (BRC)، والتي أظهرت تسجيل نمو مبيعات في قطاع التجزئة إلى 6.3 في المئة، وهو أعلى مستوى لها منذ مارس/آذار 2022.
وعلى الرغم من ذلك قال إن ارتفاع التضخم يعني أن حجم المبيعات ظل ثابتا في المنطقة الحمراء.
وقال اتحاد التجزئة البريطاني إنه على الرغم من ضغوط تكلفة المعيشة المستمرة، لا يزال العملاء مستعدين للإنفاق على ما يحتاجونه، في ظل ارتفاع مبيعات الملابس ومستحضرات التجميل.
وأضاف الاتحاد: “لا تزال هناك تحديات تواجه الإنفاق الاستهلاكي خلال الأشهر المقبلة مع انتهاء خطة دعم فاتورة الطاقة في أبريل/نيسان وزيادة تكلفة الاقتراض”.
وقال: “من الضروري أن تتجنب الحكومة أي أعباء تنظيمية إضافية على الشركات من شأنها أن تفرض مخاطرة تقضي برفع الأسعار، الأمر الذي يزيد ضغوطا على ميزانية المستهلكين”.
“معجزة”
قالت كيت نيكولز، الرئيسة التنفيذية لاتحاد مؤسسات الضيافة في المملكة المتحدة إنها “معجزة”، أن تحجم العديد من الشركات عن رفع الأسعار طالما كانت قادرة على فعل ذلك.
وأضافت: “إن اقتراح تحمّل القطاع هذه الزيادات الهائلة في التكلفة يتجاهل الوضع الحقيقي والقاسي الذي يواجه الشركات في جميع أنحاء البلاد”.
وقال متحدث باسم الحكومة إنها قدمت للشركات حزمة “غير مسبوقة” لدعم الطاقة، وسوف تقدم “مزيدا من الدعم اعتبارا من أبريل/نيسان المقبل”.
