اشتباكات السودان: مغادرة آخر رحلات إجلاء البريطانيين من البلاد
- أندريه رودن ـ بول
- بي بي سي
أقلعت آخر رحلة جوية لإعادة المواطنين البريطانيين من السودان، حيث أقلت طائرتان بقية البريطانيين، لتركز بريطانيا على جهودها الدبلوماسية لمواجهة الأزمة الإنسانية.
الرحلتان الاستثنائيتان، أقلعتا من مطار قرب ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، بعد ظهر الإثنين.
وكانت آخر رحلة جوية عسكرية بريطانية قد أقلعت من مطار عسكري السبت، قرب العاصمة السودانية الخرطوم.
وبذلك أجلت بريطانيا نحو 2200 شخص من السودان.
وطلبت لندن من رعاياها إضافة للسودانيين الذين يعملون في القطاع الطبي البريطاني، بالسفر إلى بورتسودان من الخرطوم قبل منتصف نهار الإثنين ليلحقوا بطائرتيها الأخيرتين.
وأظهر موقع لتتبع الرحلات الجوية، هبوط طائرة عسكرية بريطانية من طراز هركيوليس في مطار لارناكا في قبرص، قرب الحادية عشرة مساء، بالتوقيت المحلي، بينما هبطت أخرى من طراز أطلس بعد ذلك بقليل.
وقالت الحكومة البريطانية إنها أنهت رحلات الإجلاء من قاعدة وادي سيدنا العسكرية قرب الخرطوم، بعد تراجع طلبات المساعدة من المواطنين البريطانيين في السودان، “والوضع الأمني المتدهور” على الأرض، حيث أقلعت آخر طائرة عسكرية من القاعدة السبت.
ووردت تقارير عن غارات جوية ومعارك مستمرة خلال الأيام الماضية، رغم الهدنة الإنسانية المؤقتة التي أعلنها الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.
وقالت لندن إن عمليات الإجلاء من السودان “هي أطول، وأضخم عملية إجلاء جوي” من قبل أي دولة غربية، حيث شملت أكثر من 2197 شخصا، تم إجلاؤهم من منطقة حرب.
ويضم العدد 1087 شخصا من دول أخرى بينها الولايات المتحدة وألمانيا.
وإضافة لذلك يقدم فريق بريطاني، الاستشارات القنصلية، في بورتسودان لدعم المواطنين البريطانيين، ومساعدتهم للخروج من السودان، عبر الطرق التجارية، كما تساهم السفينة الحربية إتش إم إس لانكستر، بجهود الإجلاء من السودان.
وأشارت الخارجية البريطانية إلى أن “الوضع يبقى هشا، وقدرتنا على الإجلاء يمكن أن تتغير في أي لحظة”.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي “نوجه الشكر لكل العاملين، وجنود الجيش، الذين شاركوا في الجهود الاستثنائية، لإعادة 2197 شخصا إلى بر الأمان من السودان حتى الآن، وهي أكبر عملية إجلاء تقوم بها دولة غربية”.
وأضاف “بينما يتحول التركيز إلى عمليات الإغاثة، والجهود الدبلوماسية، سنستمر في بذل كل جهدنا للدفع نحو الوصول إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار، ووقف العنف في السودان”.
وتدرس الخارجية عدة خيارات بينها التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لتنسيق جهود الإغاثة في السودان، لكن القلق يتمحور حول رغبة بعض المواطنين البريطانيين من أصول سودانية، استقدام أقاربهم الذين لا يحملون الجنسية.
دكتورة هناء يحيى من مانشستر قالت لبي بي سي إن والدتها التي تحمل الجنسية السودانية ولديها تأشيرة دخول لبريطانيا سارية لمدة 10 سنوات لكن محاولتها ركوب طائرة إجلاء من بورتسو ووجهت بالرفض.
وأوضحت أن شقيقها الذي يحمل الجنسية البريطانية، قيل له من قبل الموظفين القنصليين في السفارة البريطانية عبر الهاتف، إن والدتهما يمكنها الصعود إلى الطائرة لو كان يعيلها، لكن لدى محاولتها ركوب الطائرة في بورتسودان ووجهت بالمنع لأنها “ليست من الأسرة المباشرة”، مشيرة إلى أنهما عالقان حاليا على الحدود السودانية ويحاولان الخروج.
وقال دكتور يحيى شقيقها “أمي ليس لها أي شخص يرعاها في السودان، كما أن لديها مشاكل صحية ولا تستطيع المشي أكثر من 10 امتار، وتعتمد على مقعد متحرك، لذا لو تركت بمفردها ستموت في الغالب”.
وأضاف “شقيقي سوف يبقى مع أمنا ليرعاها، وهو ما يفطر قلبي”.
ودخل القتال في السودان أسبوعه الثالث، وفر عشرات الآلاف من منازلهم، وتركوا البلاد عبر الحدود المشتركة مع الدول المجاورة.
وشهدت العاصمة الخرطوم أعنف المعارك، حيث يسعى كل جانب للسيطرة عليها.
وقال الجيش السوداني السبت إنه يشن هجوما رئيسيا جديدا ضد مواقع تمركز قوات الدعم السريع، في الخرطوم.
وكان من المفترض أن تنتهي الهدنة الثالثة التي لم تصمد بين الطرفين، منتصف مساء الأحد، لكن قوات الدعم السريع قالت إنه تم تمديدها 3 أيام أخرى.